نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، الثلاثاء 6/10/2020، ورشة عمل بعنوان "الفن كخبرة في الرؤية والإنتاج" لمجموعة من طلبة كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية، ابتدأت بجولة داخل معرض "الهيمنة على الحشائش" الذي ينظمه البرنامج العام في المؤسسة.
وتأتي الورشة، ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، الذي ينفذه البرنامج بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وفي سياق التعاون مع كلية الفنون على انخراط الطلبة في المشروع عبر إنتاج مشاريع تخرجهم في السياق الاجتماعي، واستخدام الفنون كأدوات بحث وتعبير في هذا السياق.
وتم تنظيم الورشة من منطلق أهمية اشتباك الفن مع المجتمع كفعل، وتفاعل الجمهور مع منتجاته بوصفها خبرة ورؤية، ولطرح مجموعة من التساؤلات منها: كيف يُقرأ العمل الفني؟ وما هي دلالاته؟ وما هي العملية التي يمر بها العمل الفني؟ وما هو دور الفنان وما علاقته بالمجتمع؟ وما أهمية قصة العمل الفني في فهمه؟ وهل يختلف فهم المتلقي للعمل الفني عن رؤية الفنان ورسالته؟
وخلال الجولة، قدم قيّم المعرض يزيد عناني للطلبة تأطيراً فكرياً للأعمال الفنية من خلال العملية التي مر بها كل عمل لإنتاج الشكل الفني، وقصص الفنانين في اختيار البذور والبحث عنها، وأجاب عن تساؤلات الطلبة حول علاقة المعرض بالطبيعة والسياق الذي أنتج من خلاله المعرض.
وتمت في الورشة قراءة أعمال فنية في المعرض وأعمال أخرى من نتاج مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، حيث تمت قراءة "تحت الشطب"، وهو عمل فني تم إنتاجه ضمن المشروع في دورته الأولى في موقع نعلين، حيث تم عرض العمل دون توضيح العنوان وسياق الإنتاج، وقدم الطلبة ضمن مجموعات قراءات متنوعة حول الدلالات والمعاني والرسائل من العمل مع وضع عنوان مقترح للعمل الفني، ثم عمل الطلبة على وضع قائمة عناصر تساعد على التعمق في فهم العمل شملت تاريخ العمل، والفنان، زمنياً وعملياً، وتجربة الفنان في الإنتاج، ومكان إنتاج العمل، وعنوانه، والنصوص المرافقة له، وعلاقة العمل بالمعرض الكلي الذي عرض خلاله، وأدوات البحث في عملية الإنتاج.
ومر الطلبة خلال الورشة على مفاهيم عدة حول دور الفنان وعلاقته بالمجتمع، وأين تكمن أهمية العمل، وهل يعتبر العمل الفني عملاً فنياً إذا لم يُقدم للجمهور ولم يتفاعلوا معه، وذلك عبر الوقوف عند مراحل إنتاج العمل الفني، والمجموعات المشاركة فيه، والدور الذي قام به الفنان في الإنتاج والعملية البحثية.
وأدار الورشة مالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في البرنامج، والفنان رأفت أسعد قيّم المعارض التي تم إنتاجها خلال المشروع.
وقالت الطالبة إيزيس محاجنة: "لفت انتباهي كيف أن النباتات مرتبطة بحياتنا دون أن نكون مدركين، مرتبطة باللغة وبالحيوانات وبالتاريخ والأسطورة، حيث كل عمل عبّر عن شيء من المجتمع، وبالتالي لفت نظرنا إلى أشياء لا نعرفها مع أنها موجودة أو مرتبطة بأشياء يومية".
وأضافت: إن الورشة عمّقت فهمي للمعرض، وفتحت عيوني وتفكيري على تحليلات من المؤكد أنها ستساعدني في إنتاج مشروعي في الكلية، وبخاصة أن مشروعي له علاقة بفلسطينيي الـ48، وفلسطين والاحتلال، وأشعر أن الورشة ساعدتني كيف سأقوم بالتحليل".
بدوره، قال الطالب حسن صندوقة: "المعرض أعجبني، وأعجبتني أيضاً طريقة تنقلكم، وكيف كانت البداية، وكيف أنه كلما قمتم بالبحث تنتج أشياء جديدة يرافقها منظور جديد ورؤية جديدة، والنتائج جيدة جداً، والقضية التي تناولها العمل الفني في الورشة مهمة ومثيرة وتحتاج إلى تسليط الضوء والمعالجة".