نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، السبت 7/11/2020، لقاءً بعنوان "الحكاية سياق للتعلم والنمو"، ضمن لقاءات برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، بمشاركة 23 مربية.
وقال الباحث مالك الريماوي، مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في البرنامج الذي قاد اللقاء: تعد الحكايا أو القصص من أهم أدوات التعلم للأطفال، فهي تستند، بشكل كبير، إلى ما يحدث في الواقع فتقدمه بشكل سردي متخيل، يمرر قيماً ومعارف محددة ومواقف مختلفة تثري مخيلة الأطفال، تلك المخيلة التي تعد شرطاً أساسياً لمعظم النشاطات العقلية البشرية بشكل عام، والطفولة بشكل خاص.
وأضاف: الخيال إحدى أهم ميزات المرحلة النمائية للأطفال في سنوات التعلم الأولى، والمهمة الحقيقية للتعليم تكمن في مساعدة الأطفال على تنمية وتطوير مخيلتهم لتتحول إلى تجارب تتشكل وتتطور تدريجياً.
وكان بدأ اللقاء باستعراض أنواع وأشكال القصص التي تقدم إلى الأطفال وآلية عرضها لهم، ومن ثم تم تقديم شكل جديد يتناولها كسياقات تعلم تختزل بداخلها أدواراً مختلفة، وتقدم قيماً محددة، وتركز على منظورات ذات اتجاه واحد، ودور المربية هو تفكيك هذه القصص قبل تقديمها إلى الأطفال، حتى يتسنى لها معرفة الأيديولوجيا التي تحكمها، والقيم التي تعمل على بثها وتقديمها بشكل جديد يساعد الأطفال على استكشافها، واختبار القيم التي تحملها، وتبني منظورات مختلفة من خلال توظيف الدراما كإحدى أدوات التعلم المرتبطة بالقصة.
وقال الريماوي: اللعب الدرامي متأصل في طبيعة الأطفال، يساعدهم على توظيف مخيلتهم وتجربة أفكارهم وتجسيدها بطرق مختلفة وأشكال حية معاشة، ويعبر عنها بطرق مختلفة كالرسم، والحوار، وإعادة السرد وتبني المواقف ...، ما يوفر لهم الفرصة للإبداع الذي يتطور بشكل تدريجي أثناء رحلة التعلم.
وفي هذا السياق، تم تناول قصة "بيضاء الثلج والأقزام السبعة" كقصة يتم استخدامها، بشكل كبير، في مرحلة رياض الأطفال، حيث تم تفكيكها إلى سياقات مختلفة كالقصر، والغابة، وبيت الأقزام، وتناول الشخصيات وأدوارها ومنظوراتها المختلفة، والصراعات التي كانت تخوضها، إضافة إلى الثيمات التي كانت متضمنة في كل سياق كالخوف والقلق والتشرد والضياع والطرد ... ومناطق التعلم المنهاجية، وكيفية تحويل هذه الممكنات جميعها إلى سياقات درامية قابلة للاستكشاف والبحث، وأدوار مختلفة قابلة لتبني مواقف وقيم ثقافية مختلفة أيضاً.