الصورة من مشاركات الأطفال في البرنامج.
هل تخيلت سيارة مصنوعة من ثمرة الموز؟ ربما تسير على عجلات من شرائح الليمون الأخضر؟ أو صادفت في طريقك بناية مكونة من قطع التفاح اللذيذة؟ هل سمعت مثلاً عن مدينة كاملة مصنوعة من الخضروات والفواكه؟
تلك إحدى المحطات التي عبرها الأطفال عبر المخيلة ضمن "تحدي بناء مدينة الفواكه والخضروات"، خلال مشاركتهم في لقاءات برنامج (STEAM) الذي نظمه مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، عبر "زوم"، بمشاركة 14 طفلاً، ورافقهم على مدار اللقاءات كافة، الدُّميتان: "زعتر" و"نعنع"، اللذان ذهبا في إحدى المرات إلى سوق الخضرة والفاكهة، فأدخلهما البائع إلى غرفة سرية بها مدينة من الخضروات والفواكه، "نعنع" لم يشاهد ذلك فقد كان نائماً، فكانت مَهَمّة الأطفال أن ساعدوا صديقهم في تخيل ما فاته من تلك المدينة؟
وفي محطة أخرى، جاع نعنع ليلاً فقرر تحضير القليل من الفشار، وإذ به يصنع طوفاناً منه، وأغرق كل المدينة بالفشار، فقام الأطفال بمساعدة "زعتر" و"نعنع" ووالدتهما "دُقّة". وكانت تلك مَهَمّة شيّقة، استكشفوا من خلالها صوت الفُشار وهو ينضج، إنه يشبه الفرقعة! شكله كالغيمة! وملمسه ناعم، ورائحته زكية، وطعمه لذيذ، كما وصفه الطفل كريم جاد الله في أحد الفيديوهات التي سجلتها له والدته، وشاركته على المجموعة.
فيما أشارت والدة الطفل سياف صوان إلى أهمية البرنامج، وبخاصة في ظل ظروف جائحة كورونا، وانعكاسه على شخصية الأطفال إيجاباً، كونه يحسن من فرص تواصلهم إلى جانب مهارات أخرى، كما قالت: "تجربة هادفة وممتعة، سهلت على أطفالنا التعرف على الحواس الخمس، وبطريقة بها تفاعل ومرح، وقبل كل لقاء يكون الأطفال متحمسين".
وفي هذه المرحلة من البرنامج، تركز اللقاءات على استراتيجية التعلم القائم على حل المشكلات، واكتساب الأطفال مهارات القرن 21، كالتواصل والمشاركة وحل المشكلات، ما يسهم في تمكينهم من مواجهة التحديات في الحياة العملية في المستقبل.
وأتاح البرنامج للأطفال التعرف على القصص المتعلقة بالحواس الخمس، باستخدام تقنية "رواية القصة باستخدام الدمى" وتوظيف شخصيتي "زعتر" و"نعنع" في سياق تعلمي.
جدير بالذكر أن مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان ينفذ برنامج (STEAM) عن بُعد عبر "زوم" منذ مطلع أيلول 2020، ويشارك فيه طلاب وطالبات المرحلة الأساسية الدنيا، مدرسة الشاطئ "ج". ويقدم البرنامج المعرفة وفق منحى STEAM التعلمي، الذي يبحث في نقاط الالتقاء بين العلوم والرياضيات والهندسة والفنون والتكنولوجيا، إضافة إلى تشجيع الأطفال على اكتساب المعرفة من خلال القراءة، وتغذية فضولهم في هذه المرحلة التأسيسية المهمة.