القطان تنفذ ورشة حول طرق البحث وأدواته لمعلمي المدارس
نفذت مؤسسة عبد المحسن القطان، ضمن مسار مبادرات المعلمين في مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، يومي الأربعاء والخميس 10-11 آب (أغسطس)، ورشة تدريبية تناولت طرق البحث وأدواته لاستكشاف قضايا وموضوعات يمكن الإنطلاق منها نحو أفكار مباردات مجتمعية ومشاريع تنفذ في المدارس، كتدريب على بناء المشاريع والتخطيط لها، وقد شارك فيها 30 معلمة من مدارس مختلفة في الضفة الغربية.
ركزت هذه الورشة على مشاركة المعلمين وتمكينهم من أساليب وأدوات مصممة كخطوات متحركة تقود عملية البحث، وتقوم بشكل مركزي على الملاحظة أولاً، من ثم البحث والسعي، وأخيراً الوصول... ويأتي ذلك استكمالاً لورشات سابقة ضمن نفس المسار، تناولت الأدوات ثم الصور كمدخل للبحث. بحيث يهدف هذا الجزء من المسار والذي سيمتد على مدار فصلين دراسيين الى بناء المعلمين المنخرطين في المشروع بشكل يمكنهم من بناء مبادراتهم كمشروع ممنهج، يتضمن مخرجات للبحث، وموضوعات، وحوار مجتمعي، بالاستناد إلى الفكرة القائلة "لكي نفهم العالم علينا أن نواجهه، نتشارك في رؤيته، وفي فهمه، عبر محاولة تحسينه".
لتبدأ الورشة في يومها الأول بقراءة قصة قصيرة ومحاولة إعادة سردها ومناقشتها، من ثم التعرض لمفهوم الدلالة من خلال التمرين، لا النقاش فقط، وعمل حوار فعلي وتفاعلي. في هذا السياق يقول المستشار التربوي مالك ريماوي: "هناك خيط رفيع يربط التسلسل الذي يقودنا بين التمرين ونهاية النتائج، عبر الحوار والنقاش، دون الانشغال بهذا صحيح وهذا خاطئ، فالغاية تفعيل المخيلة." واستكملت الورشة في اليوم الثاني مستخدمين تحليل الصور بما تحتويه من معاني ومفاهيم في إطار توظيف أشكال المعرفة البصريّة المختلفة، هذا بالاضافة إلى توظيف الخبرات والمبادرات وقصص النجاح السابقة لفتح آفاق أمام المعلمين/المعلمات بطبيعة المبادرات المُنفّذَة سابقاً.
اعتمدت الورشة على فلسفة إنتاج معاني جديدة ومبادرات غير تقليدية، عبر سلك مسالك مختلفة/ مغايرة من خلال توظيف البحث الثقافي والحوار الاجتماعي والأدوات الفنية. "لا يمكن أن نصل لمكان مختلف إذا سكلنا الطريق نفسه مراراً، فالوصول لمكان جديد يحتاج عبور طريق جديدة" يقول ريماوي.
هذا وقد تسلسلت التدريبات في ورشة العمل لتلبي هذه الفلسفة على أساس نهج التعلم عبر المبادرة الاجتماعية، أي استكشاف المسار من خلال الحركة والفعل النوعي لنقل العملية التعليمية إلى مرحلة الممارسة، من خلال توظيف اللعب في التعلم، وتعزيز الحوار، وتحفيز أدوات التفكيك لدى الطلاب، حتى يبدع الطلاب في خلق المعنى الجديد الخلاق، واستفزازه للمشاركة في المدرسة والمجتمع في سياق العمل على تحسين وضع/شيء ما.
يهدف المشروع إلى بناء تدخلات تعزز مفاهيم الحوار والمشاركة في المدرسة والمجتمع، ويقود المبادرات المدرسية المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات، حيث تبدأ من "مشروع في مدرسة" إلى "مدرسة في مشروع"، ومن "حوار مدرسي" إلى "مدرسة تقود الحوار الاجتماعي في محيطها"، ايماناً بدور المدرسة والعملية التعليمية في الحراك المجتمعي، ودور المعلم في العملية التعليمية.
يأتي هذا المسار التدريبي بتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) تحت شعار "لنكن مشاركين وفعالين، فلن نفهم إلا ما نشارك في صنعه".