حلقة دراسية لنقاش كتاب "تعليم العلوم لسنوات الطفولة المبكرة"

الرئيسية في القطان الأخبار حلقة دراسية لنقاش كتاب "تعليم العلوم لسنوات الطفولة المبكرة"

نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي يوم السبت 15/ 2 في مقر جمعية الهلال الأحمر في البيرة، حلقة دراسية تفاعلية لنقاش كتاب "تعليم العلوم لسنوات الطفولة المبكرة" للكاتبة الإنجليزية جينيفير سميث، ترجمة يوسف تيبس، وذلك ضمن لقاء لمنتدى الطفولة بمشاركة 40 من مربيات الطفولة، ضمن مشروع التطوير الشامل لرياض الأطفال في القدس، وبإشراف مالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في المركز، ود. نادر وهبة مدير مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم التابع للمركز.

يُذكر أنّ الكتاب صدر في كانون الأوّل الماضي عن المركز، وبتمويل من مؤسسة إنقاذ الطفل (Save the Children)، ضمن "منشورات في التعليم والطفولة - سلسلة أدبيات الفكر التربوي".

ويتناول الكتاب تعليم مادة العلوم في مرحلة الطفولة المبكرة كتحدٍّ تربوي فيما يخصّ تحويل مادة علمية صعبة وجامدة إلى مادة حيوية ومثيرة، بحيث يتفاعل معها الأطفال، كما يشكّل الكتاب دليلاً مبتكراً لمعلمي ومتدرّبي تدريس الأطفال الصغار، إذ يحوي إستراتيجيات تساعد على تحفيز التدريس الجيّد للعلوم خلال مرحلة الطفولة المبكّرة.

وقامت المربيات بقراءة الكتاب، الذي يتألف من تسعة فصول، بصورة منفردة، ومن ثمّ قمن بمناقشة فصوله ضمن مجموعات، بحيث تبادلن الآراء حول محتوى الكتاب، ثمّ قمن بعرض ما تمّ نقاشه ضمن المجموعات لباقي المربيات.

وعن الحلقة الدراسية، قال الريماوي: "تأتي الحلقة ضمن تصور منهجي لخلق فرصة للمربيات للمشاركة الفاعلة في تطوير قدراتهن في القراءة المتخصصة، والنقاش بين بعضهن البعض، والعرض، وعرض الأفكار المركزية وتدعيمها بالتحليلات ثم بالأمثلة".

وأضاف: "جاءت هذه الحلقة الدراسية كلقاء من لقاءات منتدى الطفولة الذي يمثل جزءاً من برنامج التطوير الشامل للمربيات، حيث تم تأسيسه ليكون موقعاً تلتقي فيه المربيات، ويتحدثن عن تجاربهن وخبراتهن، وينتجن صوتهن الخاص".

وأوضح أنه "تم التخطيط لنشاطات قرائية متعددة، سيكون هذا اللقاء مقدمة لها، حيث تهدف لتطوير ثقافة المربيات وخبرتهن ومساعدتهن في بناء منهجيات متنوعة في القراءة والتحليل، كما تهدف للاستفادة من المنشورات والمصادر المتوفرة"، مشيراً إلى أن "هذه الأنشطة القرائية غير منعزلة عن حالة النشاط العام التي تحدث داخل هذا المسار التطويري، بل هي في تفاعل مع المشروعات التي تجربها المربيات مع أطفالهن في الروضات، ومع انخراطهن في مسار الكتابة؛ كتابة توثيقية لكل مراحل المشروع، وكتابة تأملية في البرنامج والتجارب والخبرات، وكل ذلك يحدث ضمن صيغ من التساند والتفاعل".

وقال الريماوي: "في هذا اللقاء، كنا أمام كتاب مميز من حيث أطروحاته، حيث يقدم العلوم بوصفها فلسفة وعمليات ومنهجيات في شكل تعلمي ومنذ الطفولة المبكرة، فالعلوم كما يقدمها هي قدرة البشر في التعامل مع الأشياء، وقدرة الأطفال في طرح أسئلة ذكية، وكيف نحقق ذلك عبر النشاط، والفعل، والسؤال، واللغة".

وأضاف: "لقد قاربنا ذلك أيضاً بشكل نوعي، حيث قامت المربيات بالقراءة الفردية للكتاب، ثم قام بعضهن بتطبيق الأنشطة المقترحة ومحاورتها، ثم عملنا في مجموعات وكتبنا كل الأفكار الرئيسة لكل فصل، وبنيت على ذلك أسئلة وتحليلات وأمثلة، والأهم أن اللقاء قد انتقل من الحديث حول الكتاب إلى ما يمكننا تسميته الحديث حول كلام الخبرة الداخلي، أي العودة لبيت خبرتنا الذاتية".

وتحدّثت المربيّة هزار أبو قطيش عن مدى أهمية هذا اللقاء الذي أعطى المربيات الفرصة والوقت لقراءة مرجع مهم في تعليم العلوم لمرحلة الطفولة المبكرة.

وأضافت: "هذه تجربتي الأولى في قراءة كتاب ونقاشه ضمن مجموعات، وقد أفادتني كثيراً، إذ توضّحت لدي الكثير من المفاهيم من خلال النقاش الذي دار مع زميلاتي، كما أنّ تجربة القراءة والنقاش مع الآخرين أكثر متعة وأغنى من القراءة المنفردة".

بدوره، أكد وهبة أن "أهمية هذا الكتاب تنبع من كون الكاتبة معلّمة في الأساس، إذ قامت ببناء أفكارها ونظرياتها استناداً لتجاربها مع الأطفال، فهذا الكتاب يعدّ إضافة نوعية إلى المكتبة العربية في مجال تعليم العلوم لمرحلة الطفولة المبكرة".

كما أكّد أهمية الفصلين الثاني والثالث في الكتاب، "فالفصل الثاني "كيف يتعلّم الأطفال الصغار" يساعد المربيات على إدراك كيفية تطوّر فهم العلوم لدى الأطفال، وذلك من خلال ما يقومون ببنائه من اعتقادات حول الظواهر الطبيعية التي تتبلور من خلال تفاعل الأطفال مع البيئة المحيطة، إضافة إلى العلم الذي يكتسبونه من تعاطيهم مع أقرانهم، فيأتي التعليم الرسمي مكملاً لما اكتسبه الأطفال بصورة فطرية.  أما الفصل الثالث "ما هي العلوم؟ وكيف يمكن تعزيزها؟"، فيساعد المربيات للوصول إلى فهم أوسع وأشمل للعلوم، وتغيير النظرة النمطية عن العلوم والنظريات، وأساليب تعليمها".

وعن مدى أهمية الكتاب، قالت ميسون جبر المربية في روضة الإيمان في بيت حنينا: "إن هناك تهميشاً واضحاً لتعليم العلوم في رياض الأطفال، وذلك نظراً لطبيعة المناهج التي تركّز على مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتهمل العلوم كونها ثانوية لمرحلة الطفولة المبكرة".

وأضافت: "من خلال نقاشنا اليوم، اكتسبنا مهارات جديدة لجعل العلوم أكثر متعة، وتعرّفنا على أساليب لتعزيز تعليمها في الرياض بأقلّ الموارد المتوفّرة".