ناقشَ طلبة الصفّ العاشر في المدرسة الإنجيليّة الأسقفيّة/رام الله، رواية "نزل الذرة الصفراء" مع مؤلّفها أنس أبو رحمة، في 10/ 3/ 2016، وذلك ضمن مشروع "مؤلّف في مدرسة"؛ الذي أطلقته مؤسّسة عبد المحسن القطّان في تشرين الثاني الماضي، متيحةً الفرصة للطلبة ليلتقوا بالكتّاب مباشرة.
وقدّمت مجموعةٌ من الطلبة نصوصاً إبداعيّة خطّوها تعقيباً على قراءتهم للرواية، فيصفُ الطالب أمين ياسين "مينا" -الشخصيّة الرئيسيّة- بأنّها تمثّل أطفال العالم كلّه؛ فهي تلخّص حياة الأطفال "الخياليّة" التي فقدها الكبارُ لصالح الحياة الواقعيّة الشاقّة، ومع ذلك وجد الطلبةُ مساحةً لانتقاد الرواية من حيث اللّغة المستخدمة، فأضاف ياسين: "لم يرتقِ مستوى الرواية إلى ذلك الذي يُفقد القارئ عقله حين يقرأ".
من جانبه؛ وجد أبو رحمة ردّ فعل الطلبة على لغته مشجّعاً على الاستمرار بالكتابة، ومساعداً لتطوير أدواته من خلال ملاحظاتهم، وقال إنّ اليافعين قرّاء صعاب؛ لكنّ الكتابة لهم "مدهشة وممتعة وهي محاولة مستمرّة لخلق عالم يتقاطع مع عالم الفتيان/اليافعين في نقاط كثيرة، لكنّه ليس انعكاساً مباشراً له".
وتخلّل اللقاء قراءة بعض الطلبة لانعكاسات رواية "نزل الذرة الصفراء" عليهم، انطلاقاً من صفحة الغلاف؛ فصاغوا القصّة من البداية بحسب ما نسج خيالهم من صورٍ وأحداث؛ فيما كانت معلّمة اللّغة العربيّة في المدرسة خولة نبالي، ومدير البرامج ناجح أبو شمسيّة ينظران إليهم بإعجابٍ وفخرٍ شديديْن، واصفيْن معظمهم "بمشاريع كتّاب للمستقبل".
من جهتها؛ عبّرت الطالبة يارا أبو حشيش عن حماسِها اتّجاه استضافة الكاتب: "واو، أنا عم بحكي مع كاتب!"، مؤكدة أنّ اللّقاء أضاف حيويةً للقراءة، فأصبح بإمكانها مناقشة الكاتب عن مشاعرها وانطباعاتها حول الرّواية.
وتحظى مدرسة الإنجيليّة الأسقفيّة بخصوصيّة اعتمادها هذا النّوع من اللقاءات بصورة دوريّة، وبكوْن الكاتب "أبو رحمة" قد التحق حديثاً بالمدرسة ذاتها أميناً لمكتبتها في خضمّ التحضير لنقاش روايته فيها؛ ما جعل تجربة "المؤلّف في المدرسة" تجربةً يوميّة متاحة لدى الطلبة.
وانطلاقاً من حرصها على تمرير التجربة لمدارس أخرى؛ أكدت مؤسّسة عبد المحسن القطّان على استمراريّة مشروع "مؤلّف في مدرسة"، بالتعاون مع الكتّاب الفائزين في مسابقة الكاتب الشاب التي ينظّمها برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة.