لقاءات تحضيرية لـ"أيام العلوم في فلسطين" 2016

الرئيسية في القطان الأخبار لقاءات تحضيرية لـ"أيام العلوم في فلسطين" 2016

لا بدّ من استرجاع الشغف بالتجربة والبحث والاستكشاف عبر ما ينعش المعلم ويعيده إلى موقع بناء المعرفة من جديد، بكلّ ما يحمله من متعة وشغف وتأمّل في التجربة والخبرة؛ وبالفعل هذا كان حال المعلمين الذين انخرطوا في ثلاثة لقاءات تحضيرية لمهرجان أيام العلوم في فلسطين 2016 ومهرجان الأفلام العلمية 2016 المقرّر إقامتهما في تشرين الأول المقبل، عُقدت خلال الأسبوعين الأخيريْن من شهر أيّار مع مجموعة من المعلّمين المهتمّين في تطوير فعاليّات المهرجان من المنتديات المشاركة فيه؛ وهي بيت عور، والظاهريّة، وحلحول، والخليل، ونابلس، وأريحا، إضافة إلى معلّمين منخرطين في المشاريع المختلفة لبرنامج البحث والتطوير التربويّ/ مؤسسة عبد المحسن القطّان من رام الله ونابلس والقدس. كما انضم للمجموعة مربّون ومربيّات لمرحلة الطفولة المبكّرة للمساعدة على تطوير العمل مع الأطفال في تلك المرحلة العمريّة.

 

وهدفت اللقاءات إلى البحث والتصميم وبناء المعارف وربط القائم منها معاً من أجل استحداث نشاطات وفعاليات لمهرجان أيام العلوم ومهرجان الأفلام العلميّة؛ فكانوا يصمّمون ويناقشون ويعرضون أفكارهم ويعملون معاً على تطويرها، ولم يكن العمل يصبّ في الإنتاج فحسب، بل صحب ذلك عمليّة تأمّل لخلق نموذج ممكن لعمل المعلّمين مع طلبتهم خلال المرحلة القادمة في العطلة الصيفيّة.

 

وقالت الباحثة في مشروع وليد وهيلين القطّان/برنامج البحث والتطوير التربوي/ مؤسسة عبد المحسن القطّان سمر قرش التي تقود اللقاءات: إنّ أهميّة هذا العمل تنبع من بنائه وفق مبادئ البحث المتعلّق بخلق ارتباط نشط مع المعروضات العلميّة والدروس حول التفاعل، التي يمكن الاستفادة منها في الأبحاث المتعلّقة بذلك، كما تصمّم النشاطات لكي تشجّع وتسمح بالانخراط الجسديّ الفيزيائيّ والانخراط الذهنيّ والاجتماعيّ والعاطفيّ لزائري المهرجان، وكذلك لتطرح أنواعاً مختلفة من النشاطات كالبناء والاستكشاف والملاحظة مع التركيز على تفعيل دور الزائر في كلّ تصميم، إضافة إلى الجانب الذي يُعنى بتقديم النشاط للجمهور كسيناريو يسمح بالتفاعل ويقلّل التشويش ولا يتحدى معرفة الزائر بل يحاول أن ينطلق منها.

 

وأضافت قرّش: "تميّز كلّ لقاء بكونه خطوة نقفز فيها معاً نحو مرحلة تحقيق نشاطات نوعيّة؛ لكنّ الأخير تميّز بانخراط مجموعة من الطلبة قد اختاروا العمل مع المعلّمين في نشاطاتهم المختلفة وفق رغباتهم واهتماماتهم وعملوا معهم على تطوير التجربة وسيناريو تقديمها للجمهور من وجهة نظرهم كجيل، ومن منبع خبرتهم بتفاعل الجمهور معهم في مهرجانات سابقة.

 

وكان لأثر هذا التعاون ما بين الطلاب والمعلمين أهمية كبيرة للمعلمين؛ فقالت المعلّمتان باسمة الأسطة من أريحا وأحلام طاليب من رام الله، إنّهما شعرتا بأنّ هؤلاء الطلبة زملاء وخبراء جعلوهما تشعران بأهميّة الشراكة مع الطلبة في خلق النشاطات.

 

كما عبّر كل من الطلبة أيهم مصلح، ويزن إسماعيل، ورواء عويلي، عن أهميّة شراكتهم غير التقليديّة مع المعلمين، فقال أيهم: "هذه الأجواء تساعدنا، فالشعور بعدم تحدّي المعّلم للطالب، وبأّنّهما يعملان معاً في مشروع واحد يمكّنهما معاً أن ينجزاه، ما يعزّز الثقة والرغبة في المعرفة لدينا كطلبة".

 

بدورها، قالت المربيّة ربا الكيلاني من القدس: "ما أضافته لي هذه الخبرة، بشكل خاص، هو تعلّم جديد لمعنى التجربة، فمن الأسهل على الأطفال فهم التجربة بأبسط المصطلحات حتى تبقى دافعيتهم للبحث والاستكشاف والتجربة موجودة في اللّقاءات التحضيريّة، وتحققت لدي معرفة لم تكن موجودة، فأنا كنت أبحث عن ماهيّة علم المواد؟ وما هي التجربة التي يمكن أن أطرحها؟ لم يكن لديّ هذا الشغف في السابق، ولكنّي أشعر الآن بأنّ العلوم تشدّني إليها".

 

من جانبه؛ قال المعلم أحمد تيم من نابلس: "من أفضل ما رأيته في لقاءات التحضير هو وجود الطلبة ووجود معلّمين غير متخصّصين، فشعرت حينها بأنّ العلم حاجة للناس كافة، وليس لتخصّص معيّن، كما ساهم وجود كلّ منهم بتصميم تجربة متكاملة تخدم الجوانب العلميّة والتعليمية كافّة"؛ مضيفاً: "خلال العمل؛ نحن نتكلّم فيما بيننا، ونناقش، ونقنع بعضنا البعض ونختلف ونبرهن، ونعيد التصميم ونفكك، ونبني مرّة أخرى؛ فكلّ هذه العمليّات العقليّة والحسابيّة والتطبيقيّة أوجدت قاعدة علميّة متينة تمكنّنا من معرفة المعلومات المتعلّقة بالعرض العلميّ كافة، وتؤهلّنا لنكون جاهزين للأسئلة المعرّضين لها من الأشخاص المشاركين في العرض والمحطّات العلميّة".

 

وأفضت اللّقاءات إلى مجموعة من النشاطات المميزة في مواضيع مختلفة لعلم المواد تغطّيه من أكثر من جانب؛ منها دراسة مواد معينة كالنشا والرمل، ودراسة خواص المواد واستعمالاتها، وكذلك التصنيع والبلمرة، وكتل المواد وصفاتها؛ كما تربط النشاطات علم المواد بشكل وثيق مع السياقات الاجتماعيّة والتاريخيّة والحياتيّة اليوميّة.

 

يُذكر أنّ افتتاح مهرجان أيّام العلوم في فلسطين 2016 سيكون في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وتعمل فيه مؤسّسة عبد المحسن القطّان بالشراكة مع مؤسّسة النيزك، والمعهد الثقافيّ الفرنسيّ الألمانيّ، وبلديّة رام الله.