القطّان تدشن مرحلةً جديدة في تطوّر مشروع "مكتبة البذور البلديّة"

الرئيسية في القطان الأخبار القطّان تدشن مرحلةً جديدة في تطوّر مشروع "مكتبة البذور البلديّة"

قال المزارع خضر غطّاس، من بيت جالا، واقفاً بين الحضور، وبكلّ ثقة: "المزارعين بيعطوا بذور، ما بيشتروا"، واصفاً تجربته في الزراعة وإنتاج البذور البلديّة وجمعها منذ 35 سنة، وصورته مع  "زرّيعته" تُعرض على الشاشة الكبيرة في القاعة، مبتسماً مع أطفاله يحملون حبّات البندورة الكبيرة البلديّة، التي زرع أوّل بذرةٍ منها قبل ثلاثة عقود.

وذلك في ندوةٍ عُقدت في مقرّ مؤسسة عبد المحسن القطّان، السبت 15/10، دشّن خلالها برنامج البحث والتطوير التربويّ/ مؤسّسة عبد المحسن القطّان مرحلةً جديدة في تطوّر مشروع "مكتبة البذور البلديّة"، وأعلن فيها رسميّاً عن انطلاقِ مساقٍ تعليميّ تحت عنوان "البذور؛ سياسات وثقافات".

وسيهدف المساق إلى دراسة العلاقة بين الممارسات الزراعيّة وعمليات إنتاج طعامنا الحالي، في ظلّ السياسات الدوليّة المختلفة؛ وإلى فهم مبدأ "السيادة الغذائية"، وذلك على مدار ثلاثة شهور ابتداءً من شهر تشرين ثاني 2016 وحتى شهر كانون ثاني 2017.

كما أعلن مدير مؤسسة عبد المحسن القطّان، زياد خلف، عن مرحلة إنشاء مكتبات صغيرة للبذور في ستّ مدارس مختارة من مدارس المعلمين والمعلمات المنخرطين في المشروع؛ مضيفاً: "ستسمح هذه المبادرة للمعلّمين بأخذ زمام الأمور في مدراسهم، وإنشاء مكتبات خاصّة بهم تناسب التربة والمناخ في مناطقهمـ وبمشاركة جميع طلابهم وطالباتهم".

 

وقدّمت فيفيان صنصور، منسّقة المشروع، عرضاً عن فكرة مكتبة البذور وعن سير عملها منذ افتتاحها رسميّاً مطلع حزيران الماضي، معبّرة عن المشروع بأنّه لا يحاول إعادة إحياء التربة فحسب؛ بل يحيي نسيج المجتمع كذلك، فهناك أصناف من البذور البلديّة  آيلة للانقراض، ما يعني أنّ كلّ حكاياتها ستتلاشى، وكلّ الأكلات الشعبيّة التي ابتكرها الناسُ في موسمها، وعاداتهم، وأمثالهم حولها... كلّها ستنتهي.

 

وهذا ما تحاول مكتبة البذور تفاديه، فيعمل المشروع مع المعلّمين، ليشركوا بدورهم طلبتهم والدوائر المحيطة بهم في جمع القصص عن البذور والتعلّم عنها، فنقلت صنصور عن إحدى الطالبات المشاركات أنّها قالت: "أنا اكتشفت إني أوّل مرّة بقعد مع ستّي".

 

ومن جانبه؛ قدّم المعلّم أسامة الجعبة، بالنيابة عن المعلّمين المشاركين، كلمةً يصفُ فيها نتاجَ ما تعلّموه خلال السنة الماضية، وما يطمحون له، وأكّد أنّ المرجع الأكبر والأغنى والأصدق حول الزراعة؛ هو المزارع/ة أنفسهما، بحيث كانوا حجر أساسٍ في المشروع منذ بدايته؛ إمّا من خلال الجولات الميدانيّة الجماعيّة، أو الفرديّة التي خاضها المعلّمون.

 

ولم يكتفِ طلبة المعلّم وائل الفقيات بأن يجمعوا البذور البلديّة ويصنّفوها، بل جمعوا أيضاً أبياتاً مغنّاة عن المحاصيل من المزارعين ومن أجدادهم وجدّاتهم؛ مثل: هالعدس الأصفراني، طعمه أغواني ورماني"، أو أبياتاً أخرى عن أنواع الشعير: "الشعير السرقدي، قيّمني من مرقدي"، و"الشعير القناري، قيّمني من منامي".

 

وفي خضمّ كلّ ذلك؛ كانت رزان زعيتر، مديرة مؤسسة العربية لحماية الطبيعة، تجلس في منزلها في عمّان، وتشاركنا الندوة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وعبّرت عن ذلك قائلة: "عندما وصلتني الدعوة، لم أدرِ كيف سألبيها، ولكن ها أنا معكم في رام الله رغماً عن الاحتلال، لبّيت الدعوة"؛ وأكّدت على كون البذور البلديّة مسألة سيادة الشعوب على مواردها الطبيعيّة والغذائية.