تعالت الأصوات الصادرة من المحكمة العثمانيّة دافعة المارّة للتساؤل حول ما يدور هنالك؛ أصوات المطارق على الخشب، وضحك، وصوت مثقاب هنا، ومضخّة مرتفعة الصوت هناك، وأطفال نشطون منهمكون بالاستكشاف؛ هكذا كانت حال بازار العلوم الذي نُظّم في المحكمة العثمانيّة في رام الله، الخميس 20/10.
ويعدّ البازار مبادرة غير ربحيّة نظّمتها مؤسّسة عبد المحسن القطّان ضمن فعاليّات مهرجان أيّام العلوم في فلسطين 2016، بالتعاون مع شركات ومصانع وحرفيين محلّيين، ويهدف إلى ربط العلوم بالمجتمع وموارده البشريّة، وذلك بإضافة بعدٍ جديدٍ للدعم، ليتحوّل من كونه مادّياً "بعيداً" إلى تفاعلٍ مباشرٍ مع التعليم والتعلّم؛ عبر تقديم المساهمين للمعرفة العلميّة والعمليّة وربطها بالسياق الفلسطينيّ.
كما أتاح البازار فرصةً لخلقِ شبكة علاقاتٍ ما بين الشركات والمصانع المشاركة، ووفّر مساحةً للأطفال، الذين وصل عددهم إلى 250 طفلاً زائراً، للعمل، بشكل مباشر، بأدوات كالمطرقة والمثقاب -مع اتخاذ إجراءات السلامة- ومواد مثل الدهانات والمواد الطبيّة والأحجار الكريمة والمعادن والخشب، إضافةً إلى العمل مع مهنيين مختصّين.
ونُظّم البازار، بالتعاون مع كلّ من شركة أدوية بيرزيت، التي مثّلت خطّ إنتاج معقم "الهايجل" في المصنع عبر آلات يدويّة وكهربائيّة كانت تستعمل قديماً في المصنع، وشركة "سبيتاني" التي عرّفت الأطفال على العديد من الأدوات الكهربائية المنزليّة عبر تفكيكها، وشركة "ناشونال" للدهانات، التي استحدثت تركيبة جديدة مناسبة للأطفال لعمل أعمال فنيّة مختلفة، وشركة ستار، التي أتاحت للأطفال فرصة عمل الصابون السائل، والمستقبل للنجارة والديكور التي صنع الأطفال مع مهنيّيها أغراضاً مختلفة من الخشب، كما تعرّف الأطفال على طريقة تصنيع الآلات الموسيقيّة مع "عارف السيد"، وساهمت في البازار كلٌّ من الحرفيّة نهيل عدنان والحرفيّة آية دكيكدك عبر منتدى سيّدات الأعمال بمشروعين للزجاج والحليّ.
يُذكر أنّ مهرجان أيام العلوم في فلسطين 2016 بتنظيم كلّ من مؤسّسة عبد المحسن القطّان، وبلديّة رام الله، ومؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلميّ، ومعهد غوته، والمعهد الفرنسي، بالشراكة مع مؤسّسات محليّة عدّة.