"مركز المعلمين في نعلين" يحيي ذكرى يوم الأرض بفعاليات ثقافية وفنية

الرئيسية في القطان الأخبار "مركز المعلمين في نعلين" يحيي ذكرى يوم الأرض بفعاليات ثقافية وفنية

 

نظّم مركز المعلمين نعلين/برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان، الجمعة 31/3، فعالية بمناسبة ذكرى يوم الأرض الذي يصادف الثلاثين من آذار في كلّ عام.

 

وانطلقت الفعاليّة هذا العام بمسار مشي من قلعة آل الخواجا في نعلين إلى جبل زبدة في البلدة ذاتها، شارك فيه 130 مشاركاً ومشاركة من مدن فلسطين كافة، متعرّفين على المنطقة ونباتاتها وزهورها، التي تبادلوا تسمياتها في كلّ مدينة، بعد الاحتفاظ ببعضٍ منها.

 

كان للأطفال، بشكلٍ خاص، اهتمامٌ كبير بقطف الزهور، ولكنّهم تعلّموا من أمّهاتهم حينها أنّ القطف ليس الخيار الوحيد للاحتفاء بجمال الزهرة، فقالت إحدى أمّهات نعلين: "ما تلقطوا كل وردة، خليها بالأرض، رح تذبل بإيديكم على الفاضي".

 

 

وتهدفُ هذه الفعالية بدورها إلى التشابك والتلاقي حول الأرض بين الأجيال المختلفة أوّلاً، وبين الفلسطينيين من كلّ المدن ثانياً؛ فقال يوسف الخواجا، الباحث والمنسق في مركز المعلمين، إنّ هذه الفعاليّة التي ينظمها المركز سنويّاً هي تعارف إنسانيّ ومعرفيّ واجتماعيّ، ومساحة حرّة للفلسطينيين الذين لا يستطيعون الوصول إلى بعضهم بسهولة.

 

وقالت المشاركة ليلى بكري من قرية البعنة: "الصبايا إللي معنا أول مرة بيشوفوا نعلين، بيقولوا إنه هاي نفس الأرض ونفس الطبيعة والزيتون، كل اشي منّا ومن ريحتنا ومن ريحة فلسطين، فلسطين نفسها هون أو بالجليل".

 

من جانبها، عبّرت المشاركة فاطمة بكريعن رغبتها في أن تكون لها مشاركة فعالة في إحياء يوم الأرض العام القادم، مضيفة: "يا ريت إحنا إللي بنقدر نستضيفكم في الجليل".

 

وقدّم محمد نفّاع، الكاتب والسياسيّ من قرية بيت جن في الجليل، مداخلة فكريّة عن مفهوم الأرض والدفاع عنها، ونبذة تاريخية عن يوم الأرض، قائلاً: "نلتقي بين أشجار الزيتون المعمّر الدالّ على عراقة أصلنا وجذرنا وعروبتنا، لنعزز انتماءنا إلى هذه الأرض وإلى لغتنا ووجودنا"، مشيداً بدور الشبابِ في مقاومة طمس الهوية الفلسطينيّة، مضيفاً: "يجب أن يتعرّف الشباب على كلّ نبتة وكلّ موقع وكلّ قرية، يجب أن يعرفوا بلادهم ليدافعوا عنها".

 

 

كما قدّم المخرج باسل طنوس، من مواليد الناصرة، مداخلةً عن قرية إم الحيران في النقب، التي يعدّها الاحتلال قرية غير معترف بها، أي لا تصلها تمديدات الكهرباء ولا الماء وتفتقر للطرق المعبّدة؛ واصفاً تجربته في الحراكِ مؤخراً ضدّ تحويلها إلى إم الحيران اليهوديّة.

 

"متى الجبل رفع ظهره، القرميد عن ظهره انسحب"، هي جملةٌ غنّاها الفنان أحمد الجلماوي، مشيراً إلى زوال المستوطنات "الإسرائيلية" المحيطة، في جلسةٍ غنائية ضمن الفعاليّة، قدّم فيها للمشاركين أغاني تراثية ووطنيّة؛ بينما قدّم الفنان فؤاد اليماني نشاطاً فنيّاً للأطفال، رسموا فيه خارطة فلسطين معاً.

 

إضافةً إلى رائحة الزهور الربيعيّة، والبازلاء الخضراء الطازجة، واللوز الأخضر؛ فاحت رائحة الطعامِ من مطبخٍ في الهواء الطلق، تطبخ فيه نساء بلدة نعلين بحبّ، كلّ النباتات الربيعيّة كالخبيزة والهندبة، ليأكل جميع المشاركين معاً في نهاية اليوم.