"القطان" تختتم مشروع الثقافة السينمائيّة

الرئيسية في القطان الأخبار "القطان" تختتم مشروع الثقافة السينمائيّة

 

نظّم برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسّسة عبد المحسن القطّان، مؤخراً، فعاليّة ختاميّة لمشروع الثقافة السينمائيّة، الذي نفّذه البرنامج على مدار ستّة أشهر بالشراكة مع مبادرة "مدرستي فلسطين".

 

وعرض المعلّمون المشاركون أفلامهم التي أنتجوها مع طلبتهم خلال المشروع، تبعاً لانخراطهم في تدريب طويل في مجال إعداد الأفلام بإشراف باحثين ومخرجين سينمائيين محليّين، نقل خلاله المعلّمون التجربة لطلبتهم.

 

واختلفت مواضيع الأفلام المنفّذة مع الطلبة، فيبدأ أحدها بجملة يسردها راوٍ: "فكرة الموت مرعبة، حدا عم بركض وبيلعب وبيحكي، وفجأة بيختفي"، متناولاً موضوع تقصير الأبناء في رعاية الأمّ حين تكبر، ابتداءً ببشاعةِ احتمالِ فقدها.

 

صنع المعلّم غسان ندّاف من مدرسة فلسطين المونتيسوريّة الفيلم مع طلبته، حضر منهم إلى اليوم الختاميّ سيف محمود وعبد الله صدقة، في الصفّ السابع، وقالا إنّهما يتلقيّان تدريباتٍ في المسرح مع المعلّم ندّاف، ولكنّ هذه التجربة الأولى لهما في السينما، وفي لعبِ أدوارِ أشخاصٍ أكبر عمراً منهم، ما جعل التجربة تحديّاً ممتعاً لهما، مضيفيْن: "كان الأستاذ يعطينا المجال لنغيّر في النصّ وفي أدائنا، لم نكن مقيدين بالسيناريو".

 

أمّا الطلبة محمد حامد، وأحمد عماد، ومحمد فراس من الصفّ الرابع بمدرسة بيرقوزا الأساسيّة، فتحدّثوا عن فيلمهم "الرحلة المدرسيّة" بشغف، الذي يروي قصّة طالبٍ لا يملك رسوم الرحلة، فيلجأ بالسرّ إلى العملِ يوميّاً قبل المدرسة، ما يدعو مدير المدرسة لمساعدته بطريقةٍ غير مباشرة، عبر منحه جائزة نقديّة لكونه متفوّقاً، تمكّنه من الذهاب للرحلةِ دون رسوم.

 

وتناولت الأفلام الأخرى مواضيع متعدّدة كانتقاد وتوبيخ بعض المعلّمين المستمرّ لطلبتهم، وضرر التدخين، وعبء الواجبات المدرسيّة التي تمنع الأطفال من فرصٍ كثيرة للاستكشاف والاستمتاع بسنين طفولتهم.

 

كما عُرض الفيلم "فورد الفرج" الذي أنتجه المعلّمون كمجموعة، فكانوا كتّابه ومخرجيه وممثّليه، بإشراف المخرج جورج خليفي في مرحلة الكتابة، والمخرجة راما مرعي في مرحلتيْ التصوير والمونتاج.  تدور أحداثه في سيّارة أجرة، مستعرضةً قصصاً عدّة ومواقف متشابكة بقالبٍ ساخر، مثل حوارٍ نخبويّ بين مثقّفيْن حول دور الفنّ في تغيير العالم، يسمعه بملل السائق المنشغل بحساب خسائره السنويّة جرّاء رميه سيجارة يوميّاً حين يتضايق راكبٌ من رائحتها.

 

وناقش المعلّمون المشاركون ظروف التصوير من حيث الأدوات وإسناد مجتمع المدرسة لهم، وكيفيّة توظيفهم للموارد المتوفّرة لإنجاز أفلامهم، إضافةً إلى تحدّيات العمل داخل فريق مع معلّمين آخرين.

 

جديرٌ بالذكر أنّ "القطّان" و"مدرستي فلسطين" ستنظّمان دورةً ثانية للمشروع قريباً، ستتضمّن قراءاتٍ حول السينما والفلسفة والتربية، وتدريباتٍ حول كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج.