القطّان تنظّم اللقاء الدوريّ الثالث لـ"نادي القراءة" بالشراكة مع دار خطى للنشر

الرئيسية في القطان الأخبار القطّان تنظّم اللقاء الدوريّ الثالث لـ"نادي القراءة" بالشراكة مع دار خطى للنشر

 

نظّم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع دار خطى للنشر، اللقاء الثالث لنادي القراءة، وذلك يوم السبت 21/7/2018. أدارت اللقاء علا بدوي، مديرة مكتب البرنامج في غزة، بمشاركة مدير دار خطى محمود ماضي، و حضر اللقاء 41 شخصاً.

 

استضاف اللقاءُ الثالث الكاتبَ والشاعر الفلسطينيّ، خالد جمعة، في فقرة "ضيف وتجربة"، وتناول المشاركون العديد من المواضيع في الأدب، والسياسة، والتاريخ، والتراث، وناقشوها انطلاقاً من تجاربهم الشّخصيّة وقراءاتهم، وعملوا على ربطها بقراءات أخرى ورؤى وأفكار لكتاب متعدّدين.

 

تحدّث الكاتب -من رام الله عبر سكايب- عن أكثر تجربتين  للقراءة أثّرتا به قائلاً: "حينما كان عمري خمس سنوات بيتنا هدم ونقلنا إلى حارة أخرى. الأولاد لا يفهمو أن هناك صبياً من حارة ثانية ليتعاطفوا معه، بل أصبحوا يعاملونني على أنني لست ابن حارتهم ولا يجب أن يلعبوا معي، مما أدى للعزلة التي أجبرتني على القراءة. ومع الوقت انفتحت أمامي عوالم كثيرة مختلفة عن أقراني من الأولاد العاديين. وتجربتي الثانية أثناء دراستي في مدارس الوكالة كان لدينا ست ساعات أسبوعية بين الحدادة والنجارة. في مرة أصيب إصبعي ما أثار ذعر المعلمين، فأبرمت اتفاقاً مع المدرسين بأن أقضي هذه الست ساعات الأسبوعية في مكتبة المدرسة التي كانت من أكبر المكتبات المدرسية في ذاك الوقت ومن أكثر ما أثّر بي في حياتي".

 

وجّه المشاركون العديد من الأسئلة للكاتب جمعة حول تجربته ككاتب، وعن مدى تأثّر القارئ بالكتب التي يقرأها، والعلاقة بين القراءة والكتابة.

 

تحدّث جمعة عن أهمّية تنويع القراءات، وعن أهميّة القراءة التأسيسية في حياة الإنسان، تلك التي يجب أن تنطلق من تساؤله حول هويّته: "من أنا وأين أعيش؟"، وعن أهميّة القراءة الجماليّة للمواضيع التاريخية والتراثيّة والأساطير والأديان، مؤكداً على أنّ القارئ يجب أن يكون شريكاً في صناعة المعنى في النص، ولا يتلقى أفكار الكاتب دون نقاش أو تفكير، وأن يكون رأياً خاصاً به ورؤىً تعبر عن تطلعاته ومشاعره.، مضيفاً: "إنّ أفضل طريقة من وجهة نظري للقراءة هي أن تقرأ الكتاب كما لو أنّك تناقش كاتبه".

 

خلال اللقاء، طرح المشاركون عدداً من التساؤلات حول أهمية قراءة معاناتنا الخاصة كفلسطينيين من خلال منظور كتّاب آخرين في العالم، وكيف يمكن لكاتب لم يعش تجربة ما أن يكتب عنها وكيف يمكن للإنسان أن يترجم معاناته عبر الكتابة.

 

 تحدثت المشاركة ندى دغمش عن تجربتها مع كتاب (جرام)، الذي يتناول تجربة الإدمان من التدخين إلى أنواع أخرى من الإدمان. استعرضت ندى محاولات بطل الرواية من أجل الإقلاع عن إدمانه والتحدّيات التي واجهها، وحاورها المشاركون في منظورهم للإدمان وأشكاله في حياة الناس، مثل إدمان لعادات معيّنة من المال والملبس والممارسات الحياتيّة.

 

 

وشارك مجد الكرد تجربته مع كتاب "حالم بفلسطين". وذكر أنّ الكتاب تم إهداؤه له قبل تسع سنوات من قبل أخيه، لكنه لم يفكّر بقراءته سوى مؤخّراً، وأدهشه الأثر الذي تركه عليه الكتاب، حيث رأى أنّ الكاتبة رندة غازي نجحت في كتابها بإيصال قضيتنا الفلسطينيّة لمجتمعات أخرى بحكم أنها كاتبة مصرية إيطالية، تناولت تجربة تأثرها بحادثة محمد الدرة وحالة التشرّد والضياع التي يعيشها المجتمع.

 

بينما تحدثّت ريم العيلة عن تجربتها مع كتاب "استراتيجية الإدراك للحراك" للكاتب جاسم السلطان، حول  نظريات النهضة عبر التطبيق والأفكار العملية لخطوات تبدأ من الصفر من أجل تحقيق النهضة سواء الفردية أو المجتمعية، وآلية تحقيقها باتجاهين من الأعلى حيث السلطة إلى القاعدة وبالعكس. وناقشها الحضور في واقعيّة هذه الأفكار وإمكانيّة تحقّقها، وأيّ الاتجاهين هو الأقرب من منظوراتهم لتحقيق النهضة. كما شاركَ الحضورُ تجارب أخرى عديدة مع الكتب، منها كتاب "النباهة والاستحمار"، ورواية "لست امرأة عاديّة".

 

يجدُ المشاركون لقاءاتِ نادي القراءة ثريّة، فقال المشارك محمد ريّان: "أشعر بأنّ فكرة القراءة يتم تناولها بروح جديدة مستمدّة من تجارب المشاركين وخبراتهم، وأنّها تفتح لي آفاقا حقيقية". وقالت سلسبيل أيوب: "تشاركنا ثقافة فكريّة، وتعرّفت إلى كتب لم أقرأها من قبل، وإلى وجهات نظر وآراء مختلفة تماماً عمّا أعهده".

 

ينطلق النادي من فكرة المشاركة الشّخصيّة لتجارب فرديّة في قراءة الكتب، عبر عمليّة حِواريّة مشتركة، بحيث يختار كل مشارك في اللقاء كتابا قرأه و ترك أثرا عليه، فيتحدّث عن تجربته مع هذا الكتاب، التي تتضمّن  العلاقة الوجدانيّة والذّهنية التي نشأت عبر قراءته، والأسئلة والأفكار التي أثارها لديه . كما اشتمل اللقاء على فقرة "تبادل الكتب" التي يحضرها المشاركون معهم ويعملون على تبادلها مع الآخرين والتحاور معهم بشأنها، إضافة إلى فقرة "ضيف وتجربة" حيث يتم استضافة كاتب أو فنّان أو ناشط مجتمعي لديه تجربة غنيّة مع القراءة.