ضمن معرض "أمم متعاقدة من الباطن" "القطان" تنظم مناظرة حول مفهوم التطبيع وحرية التعبير

الرئيسية في القطان الأخبار ضمن معرض "أمم متعاقدة من الباطن" "القطان" تنظم مناظرة حول مفهوم التطبيع وحرية التعبير

 

نظم البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان المناظرة الأولى من برنامج مناظرات معرض "أمم متعاقدة من الباطن"، بعنوان "مفهوم التطبيع وحرية التعبير"، الأربعاء 11 حزيران 2018، في جاليري المركز الثقافي للمؤسسة في حي الطيرة برام الله.

 

وتأتي هذه المناظرات ضمن "قمة العالم الجديد"، وهي "منظمة فنية وسياسية أسَّسها الفنان السويسري الهولندي يوناس شتال في العام 2012. وتهدف المنظمة لتطوير برلماناتٍ تضمُّ دُوَلاً بلا مؤسسة دولة، وتعمل من أجلها، حيث تتكون عضويتها من مجموعاتٍ مستقلةٍ ومنظماتٍ سياسيةٍ على القوائم السوداء. وضم عمله التركيبي، الذي صممه لمعرض أُمَم مُتعاقدة من الباطن، منابر القراءة المصممة لأول برلمانٍ لقمة العالم الجديد المنعقد في برلين (2012)، يتم تقديمها للزوار والمجتمعات المحلية على هيئة مساحةٍ للتحليل والنقاش والتجمُّع.

 

وكان السؤال الأبرز هو: أين تنتهـي حريّة التعبير، حريّة الفنان في اخـتراق المحظـورات؟ وهـل تتعـارض حريـة التعبـير مـع حريـة التطبيـع؟ أم أن هنـاك حاجـة لإعـادة تعريـف مفهـوم التطبيـع أو معايير التطبيـع في الحالـة الفلسـطينية؟

 

وشارك في الحوار كل من زيد الشعيبي، ويزن خليلي، فيما يسّرت النقاش نجوان بيرقدار.

 

وأكد الشعيبي أن الخلاف حول حركة المقاطعة ليس خلافاً حول حرية التعبير، بل هو خلاف سياسي.

 

وقال: "إن العقل لا يستوعب وجود حركة مقاطعة تسعى إلى الحرية وفي الوقت نفسه تتعارض مع حرية التعبير"، مشيراً إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أكد على أن حرية الرأي مقيدة بواجبات ومسؤوليات، مثل مراعاة المصلحة الوطنية والمصلحة العامة.

 

وتابع: "في الممارسة الفلسطينية للنضال ضد الاستعمار، هناك مصلحة وطنية عليا يجب أن تطغى في ممارسة الحريات".

 

وتحدث الشعيبي عن عرض فيلم قضية 23، الذي طلبت حركات المقاطعة مقاطعته، فيما اعتبر البعض ذلك تقييداً للحريات، مؤكداً أن الهدف من المقاطعة وقتها كان تقييد حرية التطبيع، معتبراً أن قمع الأشخاص المنادين بالمقاطعة هو قمع لحرية التعبير.

 

وأكد الشعيبي أن "التطبيع يضرب النضال الوطني في الخارج. فالإسرائيليون يقولون للأجانب: لا تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، فهم يشاركوننا في المنتجات الثقافية كالكتابة، ويستخدم الإسرائيليون ذلك لمصلحة البروباغاندا الإسرائيلية".

 

واعتبر الشعيبي أننا "بحاجة لحسم القضية.  كفاها تمييعاً"، مضيفاً "يجب أن تكون هناك مرجعية وطنية وفق وفاق وطني.  معاييرنا قابلة للتطويع، فقد تغيرت على مدار السنوات، وذلك من خلال ندوات مع مؤسسات ثقافية في الضفة الغربية".

 

وقال الشعيبي: "نحن لسنا سطلة قضائية. نحن فقط قوة أخلاقية".

 

بدوره، أكد خليلي أنه لا يناقش في كون مقاطعة التطبيع ضمن المشروع الوطني أم لا، ولكنه يتساءل عن كيفية المقاطعة.

 

وقال: "هل المقاطعة مؤسسة بنصوص وآليات عمل؟ أم هي تتحول لبديل عن جمود الحراك السياسي الفلسطيني؟"، معتبراً أن الاختلاف داخل حركة المقاطعة هو "أساس فهمنا للتشكل السياسي الجديد الذي يخوضه المجتمع الفلسطيني". وتابع: "علينا التفكير بالمقاطعة كحركة داخلية فلسطينية".

 

وأكد خليلي أن المقاطعة "حركة ثقافية، وتستخدم الثقافة لتخلق فكراً وثقافة مجتمعية تصل بالمواطنين إلى المقاطعة الاقتصادية، وهدفها الوصول إلى مرحلة نتحدث بها مع الإسرائيليين بتساوٍ".

 

واعتبر خليلي، أن معايير المقاطعة لا تقتصر على التأييد أو عدمه، بل تشمل الحديث عن تلك المعايير ونقاشها عندما يحدث خلاف داخل الحركة.

 

وتابع: "قد نجد فيلماً يخالف بعض المعايير، لكن لا نتعامل معه على أنه مخالف للمعايير. والموضوع ليس خلق نص سياسي ثابت بقدر ما هو إمكانية النقاش حوله"، داعياً إلى عدم ربط عمل الحركة بالمنع.

 

ورأى خليلي أن المقاطعة لم تصبح حركة جامعة أو شعبية بعد، مضيفاً "من السهل أن نمنع فيلماً، لكن من الصعب جداً أن نذهب لتاجر يبيع منتجات إسرائيلية ونمنعه من البيع. إذن هي وسيلة أسهل للمقاطعة الاقتصادية".

 

وأكد على أنه لا جدوى من المقاطعة إن لم يكن هدفها خلق حراك سياسي وثقافي. وقال: "كنت أتمنى أن يعرض الفيلم وألا يحضره أحد".

 

وفي مداخلات الجمهور، قال أحد الحاضرين معارضاً منع الأفلام: "في إسرائيل عرض فيلم (جنين جنين).  المفروض أن ترتبط الحركة مع الشعب، الحركة الآن نخبوية ووجهتها للخارج أكثر من الداخل.  على الحركة أن توعي الناس البسطاء بعدم شراء المنتجات الإسرائيلية".

 

وقال آخر: "المقاطعة يجب أن يكون لها أساس مادي. الوضع تحول من اعتبار العمل في مصنع إسرائيلي على أنه تطبيع حتى اليوم. إن لم تكن هناك إمكانية لبناء فكر ثقافي وسياسي ستبقى المقاطعة فعلاً يفرغ من نفسه".  على المقاطعة أن تضغط على النظام الفلسطيني، الذي يدخل المنتجات ويدعو إلى التطبيع.