ضمن سلسلة ورش "طرق في الرؤية" ورشة في "القطان" تناقش انبثاق مفهومي الذاتية والموضوعية ونقدهما

الرئيسية في القطان الأخبار ضمن سلسلة ورش "طرق في الرؤية" ورشة في "القطان" تناقش انبثاق مفهومي الذاتية والموضوعية ونقدهما

 

نظم البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان الورشة الثانية من سلسلة ورش "طرق في الرؤية"، التي قدمتها الكاتبة عدنية شبلي، بالشراكة مع مجموعة "ورشة فلسلفة"، بعنوان "انبثاق مفهوميّ الذاتية والموضوعية ونقدهما".

 

وتخلل الورشة عرض الجزء الثاني من فيلم "طرق في الرؤية" للفنان جون بيرجر، وهو برنامج كان يقدمه بيرجر في السبعينيات عبر فضائية الـ"بي بي سي"، ويناقش علاقة الإنسان والمجتمعات بالصورة.

 

واستعرضت شبلي المراحل الأساسية التي تطوّرت فيها مفاهيم الموضوعية والذاتية في الفلسفة الحديثة تاريخياً وفلسفياً بالتزامن مع التطور التقني الذي شهدته البصريات.

 

واستهلت شبلي حديثها بالفيلسوف رينيه ديكارت، الذي يُعتبر أول من قدّم مفاهيم الذات والموضوع في الفلسفة الحديثة، منخرطاً في دراسة البصريات.

 

ونوهت شبلي إلى وجود فلاسفة قبل ديكارت عرفوا بميلهم للمذهب العقلاني، مثل فرانسيس بيكون في إنجلترا، والإيطالي غاليليو غاليلي، الذي أثبت كروية الأرض ودورانها حول الشمس، والذي كانت تعتبره الكنيسة في حينها كفراً، وذلك لتعارضه مع مبدأ "الناظر"، أي وجود إله فوق البشر لمراقبتهم، وهو ما ينسحب على فكرة أبراج المراقبة في وقتنا الحالي، حسب قول شبلي.

 

وقالت شبلي: "بدأت فكرة الشك بقدرة حواس الإنسان على إدراك الحقيقة عندما أثبت غاليليو كروية الأرض، حتى وصلنا إلى ديكارت الذي قال: أنا أفكر إذن أنا موجود.  رغم أنه كان متديناً ومتزمتاً بالدين، ولكن في عصر النهضة لم يكن الإيمان كافياً بدون دلائل".

 

وتابعت: "انطلق ديكارت من كون الحواس تخدع، وأن الفلسفة الإغريقية مليئة بالأخطاء، وبخاصة في ظل وجود هوس بالوصول إلى الحقيقة في عصر النهضة، إذ لم تعد الحياة الدنيا فانية وغير مهمة، بل أصبحت مركزية، وبدأ الاهتمام في حينها بفكرة المكان والزمان".

 

وعن كتاب التأملات لديكارت، قالت شبلي: "هو أهم كتاب له، وينطلق من فكرة الشك في كل شيء ولو لمرة واحدة في حياتنا، لأننا لا نستطيع الاعتماد على المعلومات التي تعلمناها.  وفيه ينطلق للبحث عن الحقيقة الفلسفية (وجودنا، وجود الخالق ...) حتى وصل ديكارت إلى إلغاء الحواس في اكتساب المعرفة، قائلاً: أشك في كل شيء إلا في حقيقة أنني أشك، وهذا كان أول مذهب في العقلانية في المدارس الأوروبية".

 

 

وتحدثت شبلي عن الفيلسوف العربي والباحث في البصريات ابن الهيثم، صاحب كتاب "المناظر"، الذي انتقل إلى أوروبا مع حركة التجارة وترجم للاتينية العام 1200 ميلادي.

 

وبينت أن ابن الهيثم "صحح فكرة البصر"، التي كانت قائمة على أن الإنسان يرى إثر أشعة تصدر عن عينيه وتسقط على الأشياء ليراها.

 

يذكر أن شبلي هي كاتبة ومُحاضرة حائزة على درجة الدكتوراه من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة شرق لندن، لندن في العام 2009، عن أطروحتها "إرهاب بصري".  عملت محاضرة في كلية الدراسات النظرية النقدية والثقافية في جامعة نوتنغهام (2005-2009)، ومحاضرة زائرة في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS) في باريس، في العام 2008.  إلى جانب عملها الأكاديمي، كتبت شبلي العديد من القصص والمقالات السردية حول الفنون البصرية منذ العام 1996.  وحازت العام 2001 والعام 2003 على جائزة الرواية- مسابقة الكاتب الشاب التي تنظمها مؤسسة عبد المحسن القطان.