فضاءات تجريب ومنح إنتاج للمرة الأولى لفناني غزة

الرئيسية في القطان الأخبار فضاءات تجريب ومنح إنتاج للمرة الأولى لفناني غزة

 

أُعلن، مطلع تشرين الأول 2018، عن اختيار 13 فناناً وفنانة من قطاع غزة للاستفادة من منح الإنتاج والإقامات الفنية الجديدة التي يتم توفيرها لأول مرة لفناني القطاع، وذلك ضمن مشروع "روابط معاصرة"؛ وهو مشروع يستهدف الفنانين البصريين في القطاع، يُنفذه محترف شبابيك؛ الدائرة الفنية في اتحاد المراكز الثقافية، بتمويل من مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة".

 

وتهدف هذه المنح إلى توفير فرصة لإنتاجات ثقافية فنية معاصرة تسمح للفنانين باستخدام وسائط متعددة، وعرض أعمالهم الفنية، والاحتكاك بشكل مباشر مع بعضهم البعض، ومع مشرفين من خارج القطاع، الأمر الذي سيعمق مسيرتهم الفنية ويثريها.

 

وكان مشروع "روابط معاصرة" بدأ أول فعالياته بتنفيذ مساق تدريبي حول التأطير المفاهيمي الأوّلي للمشاريع الفنية، وتطويرها، مروراً بمرحلة البحث والتجريب، للوصول إلى مقترح فني متماسك، وذلك بإشراف القيّمة الفنية آلاء يونس، وبمشاركة 22 فناناً/ة من القطاع.

 

 

دعاء قشطة البالغة (27 عاماً)، كانت قد التحقت بالمساق، وطوّرت خلال فترة التدريب مشروعها الفني الذي يبحث في أزمة ثلاجات الموتى، التي ظهرت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام 2014، حيث تم الاحتفاظ بعدد من جثث الأطفال في ثلاجات بوظة في المستشفيات بسبب ارتفاع عدد الضحايا.

 

في مرحلة لاحقة، تقدّمت قشطة بطلب الحصول على منحة إنتاج، وحصلت، بعد منافسة مع عشرات الفنانين، على منحة لتنفيذ مشروعها الفني، واختارت أن يكون النحت وطباعة 3D مجال التنفيذ، لأن فيه مساحةً لتجريب المواد أكثر، وهو الأقرب إلى التصور والمشهد السريالي، كما توضّح قشطة.

 

هذه المنح، التي تتراوح قيمتها ما بين 1500-2000 دولار، ستمكن الفنانين من العمل على مدار ثلاثة أشهر، على إنتاج مشاريع فنية جديدة، وستوفر، أيضاً، عدداً من الكتب والمراجع الفنية، وستُنفذ تحت إشراف فنانين وقيمي معارض من خارج القطاع، كما ستُعطي للمشاركين فيها فرصة عرض أعمالهم المُنتجة في معارض فردية، كما جاء على لسان الفنان شريف سرحان؛ وهو المدير الفني لمشروع "روابط معاصرة".

 

في الوقت نفسه، يوفر "روابط معاصرة" لستة فنانين فرصة الحصول على إقامة فنية في محترف شبابيك، وقد تم ضمن المشروع تأهيل الطابق الثاني من المحترف على شكل استوديوهات للفنانين، وذلك مع بداية تنفيذ المشروع في كانون الثاني 2018.  وتستمر كل إقامة مدة 3 شهور، يحصل خلالها الفنان على فضاء للعمل والتجريب، ومنحة مالية تغطي فترة التفرغ وتكاليف المواد الفنية.

 

سيعمل الفنان رائد عيسى، الفائز بجائزة الفنان الشاب للعام 2002، وهو أحد أعضاء مجموعة التقاء الفنية في غزة، وهو أحد الفنانين الحاصلين على منحة إقامة، على إنتاج مجموعة من الأعمال الفنية باستخدام تقنيات الجرافيك والطباعة التي تحاكي الذاكرة الفردية والجماعية لتهجير الفلسطينيين وربطها بالقصص الإنسانية خلال مسيرات العودة على الحدود الفلسطينية.  وما يميز مشروع عيسى هذه المرة هو استخدامه لتقنيات جديدة في الطباعة.

 

يقول عيسى: "الإقامات الفنية المدعومة بهذا الشكل تحدث لأول مرة في قطاع غزة، وهي فرصة مهمة للفنانين لما تشكّله من بيئة للعمل بحرية، ومساحة مناسبة لاستخدام أحجام ومقاسات كبيرة من اللوحات الفنية، مهيأة بالخدمات اللوجستية؛ من كهرباء وإنترنت، التي غالباً ما تكون غير متاحة في قطاع غزة".

 

وقد استُلهم شكل الإقامات الفنية الحالي بعد تجربة مجموعة من الفنانين خلال إقامتهم في المدينة الدولية للفنون في باريس، ومنهم سرحان الذي شرح لنا أنّ البرنامج سيتضمن لقاءات كل أسبوعين مع قيمين أو فنانين أو مسرحيين من داخل فلسطين وخارجها لتبادل الخبرات، إضافة إلى استوديو يفتح مرة واحدة شهرياً للتعرف على مشاريع الفنانين ومناقشتها مع الجمهور، وفي نهاية كل فترة من الإقامات المقسمة على فترتين، سيتم عرض جزء من تجربة الفنانين في معرض جماعي.

 

كما أنّ هذا البرنامج الذي يسعى ليشكل نقلة نوعية في الإنتاج الفني في قطاع غزة، سيوفر للفنانين الحاصلين على المنح والإقامات الفنية فرصة العمل تحت إشراف فنانين وقيمين مهمّين عربياً وعالمياً، منهم آلاء يونس، وصلاح صولي، ومحمد حجا، وسيروان باران، وماجد شلا، وحازم حرب.

 

وقد كان 60 فناناً وفنانة من القطاع قد تقدموا للاستفادة من هذه المنح الإنتاجية والإقامات الفنية، وقد مرّت مقترحاتهم بمرحلة تقييم قامت به لجنة مؤلفة من أعضاء متخصّصين في مجال الفنون البصرية والأدائية، وهم: تيسير البطنيجي، فنان بصري مقيم في باريس؛ حسام المدهون، ممثل ومخرج مسرحي مقيم في غزة؛ رائدة سعادة، فنانة بصرية مقيمة في القدس.

 

وقالت سعادة إنّ فناني غزة متعطشون للإنتاج الفني، ولديهم قدرات تستحق الاهتمام، وهذه فرصة أمامهم لعبور الجسر إلى ضفة الفن المعاصر.

 

يُذكر أنّ مشروع "روابط معاصرة"، هو بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان، عبر منحة مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" الممول من السويد.

 

 

تصوير: شريف سرحان