غزة: انطلاق فعاليّات "مسرح المنتدى" للمعلمين

الرئيسية في القطان الأخبار غزة: انطلاق فعاليّات "مسرح المنتدى" للمعلمين

 

 

غزة – (مؤسسة عبد المحسن القطان):

أطلق برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، العرض التجريبي الأول لمسرحٍ منبريٍّ بعنوان "معلّمة مقهورة"، وذلك يوم السبت 1 كانون الأول الحالي، بمشاركة 35 معلماً ومعلمة في مقرّ برنامج البحث والتطوير التربوي بغزة.

 

وقام المعلمون الممثلون بأداء العرض مرّتين، لينخرط الجمهور في العرض المُعاد بتدخّلاتهم واقتراحاتهم في تغيير أحداث المسرحية.

 

ويأتي هذا العرض في إطار تجربة جديدة في التكوّن المهني عبر "مسرح المنتدى"، بدأ البرنامج بالعمل على بنائها وتطويرها مطلع العام 2018، وتقودها مديرة مكتب غزة الباحثة علا بدوي، بالتعاون مع الفنان المسرحي يسري المغاري.

 

ويتابع المعلمون والمعلمات المشاركون استعداداتهم حاليّاً لأداء عروضهم التفاعليّة القادمة مع جمهور متنوّع من المشاركين في العمليّة التعليمية.

 

عمل المعلمون والمعلمات المشاركون في التجربة على صنع المسرحية، عبر رحلةٍ تعلّميةٍ استكشافيةٍ بدأت باستدعاء صورٍ وقصصٍ من حياتهم الواقعية، عملوا على تجسيد لحظات مؤثّرة فيها ومناقشتها وتحليلها وإعادة إنتاجها في عروض مشهديّة، وذلك عبر توظيف مجموعة من التقنيات المتعددة التي تتيحها "أعراف الدراما" و"مسرح المضطهدين"، مثل "المنحوتة" و"الفيلم" و"مسرح الصورة" و"الأطياف" و"الارتجال عبر الدّور الدراميّ".

 

كما عمل المعلّمون المشاركون على التعمّق في قضايا العدالة/اللاعدالة التي تنطوي عليها لحظات محدّدة في حياتهم عبر إعادة عيشها في الحيّز الجمالي الذي يخلقه المسرح، ليعملوا من خلالها على استقصاء وتفكيك القضايا الحياتية والتربوية المتضمّنة.  كما عملوا على تطوير البنية الدراميّة لمسرحيّتهم عبر التعلّم عن طبقات المعنى وبناء الإرادات الحرّة للشخصيّات، إضافة إلى القراءات المشتركة لنصوص مسرحيّة.

 

 

وقالت بدوي "نهدف من خلال هذه التجربة إلى تطوير التكوّن المهني للمعلّمين عبر صيرورة تحويلية في أساليب التفكير والإدراك والشعور والممارسة، حيث التكوّن المهْني لا يرتبط بالموضوع الذي يعمل المعلمون على تدريسه، بقدر ما يتأسّس حول المعلم/ة الإنسان الذي تؤثّر منظوراته الخاصّة لذاته وللآخرين ولعالمه على جميع ممارساته الحياتيّة والمهنية، فأيّاً كان الموضوع الذي يعمل عليه المعلم/ة فإنّ طرق تعليمه وتعلّمه لا تنبني على أفعال تتعلّق بالموضوع بقدر ما تنبني على الإنسان الذي يكونه ويصير إليه هذا المعلم أو هذه المعلمة، ما يساهم، بالدرجة الأولى، في ديناميّات العلاقات بين المعلمين والطلبة."

 

وعن العرض التجريبي الأوّل قالت إحدى الحاضرات المعلمة رشا البغدادي "لا أذكر أنني كدت ألمس الواقع بكلتا يديّ من قبل مثلما حدث لدى مشاهدتي لتلك المسرحية النافذة، نعم ... لقد نفذت إلى العقول والقلوب بتأثيرها الكبير، وإني لأرى أن ذلك التأثير راجع إلى عبقرية الفكرة وروعة الأداء وحسن إدارة اللقاء، وربّما نحن أمام أسلوب جديد فريد لمعالجة وحلّ مشكلات العالم بطريقة أكثر براعة وأحسن نجاعة ... فمرحبا بالمسرحية".

 

وقالت المعلمة هالة أبو عمرة "لامست في الورشة كمية كبيرة من التواصل البنّاء والحوار الفعّال والشفافيّة، والموضوعيّة في طرح الأفكار، التي تهدف إلى إيجاد حلول واقعية لكثير من المواقف العملية، والتي نعجز أحياناً عن حلّها، لذا تحية وتقدير للقائمين على هذه الورشة التي ظهر فيها جليّا الاهتمام الفعلي والصادق لإنجاز وإيجاد الحلول الواقعية للمشكلات العملية في الميدان التربوي خاصة، والحياة عامة".

 

وعن تجربتها في العرض المسرحي، قالت المعلمة والممثّلة دينا أبو دية: "ليس من السهل على الإنسان حين يواجه جمهوراً، لأول مرة، متقمصاً دوراً مختلفاً عن شخصيته الأصلية، بل هو على النقيض تماماً منها، وكان التحدي الأكبر هو عملية التفاعل مع الجمهور الذي كنت قبل العرض أشعر بالتوتر كيف سأردُّ في حال واجهني أحد الحضور بِرَدٍ لم أتوقعه؟ وما الارتجال الذي قد يصدر مني؟ ولكن في الأداء كانت الارتجالات تجري على لساني دون أدنى مجهود، وذلك لأني لبست ثوب الشخصية الُمضطهِدة، التي كانت محورية، وعليها عبء كبير في إظهار تبريرات لأفعالها الظاهرة".

 

وقال الفنّان يسري المغاري عن مسرحية "معلّمة مقهورة": "لقد تناول العمل حالة من حالات الاضطهاد التي يواجهها المعلمون في مدارسهم، وعبر تناولهم الموضوع، أظهروا مدى أهمّيته من خلال نظرات المعلمين المشاهدين".

 

وقال المعلم حسام حجاج "قدم الممثلون في المسرحية دورهم بإجادة عالية جداً، وكانت تدخلات المشاركين مهمة جداً في تغيير النتيجة المترتبة للمسرحية ... لأول مرة أشارك في مسرح المضطهدين وأشعر بفرحة كبيرة وأتمنى أن يتم التوسع في نشر هذا المسرح ليس في التعليم فحسب، بل في كل مجالات الحياة".

 

 

يذكر أنّ مسرح المنتدى هو أحد أشكال مسرح المضطهدين الذي عمل على تطويره أوغستو بوال في الستّينيّات في البرازيل، والذي يتمّ بواسطته عرض حالة من الحياة الواقعية تعكس نوعاً من الاضطهاد واللاعدالة، وتتمّ دعوة الجمهور للمشاركة بفاعليّة من خلال التدخّل في العرض المسرحي المُعاد للحالة نفسها، واقتراح حلول للأمثلة المعروضة من الاضطهاد، عبر مشاركتهم كـ "متفرجين – ممثلين". واستناداً إلى المقترحات والأفكار والتدخلات من الجمهور، ينشأ "المنتدى".  ويهدف هذا الشكل من المسرح إلى أن يستفيد المشاركون من الحلول المقترحة في حياتهم عبر تأمّل ذواتهم وممارساتهم وواقعهم المعاش.

للمزيد من الصور، اضغط هنا