أنشطة تفاعلية ضمن معرض "سقف البلد" في نعلين

الرئيسية في القطان الأخبار أنشطة تفاعلية ضمن معرض "سقف البلد" في نعلين

نعلين (مؤسسة عبد المحسن القطان)

نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، لقاءات طلابية وشبابية في إطار فعاليات معرض سقف البلد بمركز المعلمين في نعلين، تضمنت ورشاً في قراءة أعمال المعرض قراءة فنية واجتماعية، أشرف عليها الباحثون مالك الريماوي وفيفيان طنوس ورأفت أسعد، وأتت هذه اللقاءات ضمن توجهات مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية في توظيف الفن لخلخلة الثقافة وفتحها على الأسئلة الراهنة للشباب والأطفال.

كان اللقاء الأول على شكل ورشة عمل مع طالبات نعلين والمدية، حيث أفضت إلى تعبير الطالبات عن أفكارهن: "لماذا نلعب على سطح المنزل؟ لماذا نُحشر في المنزل وساحته فقط؟ لماذا لا نُعطى مساحة أكبر؟ أعطونا الفرصة لخوص التجربة"، هكذا عبرت طالبات (14-17 سنة) أثناء اللقاء الذي دار حول الأعمال الفنية وما تضمنت من معانٍ ومشاعر وأفكار، ليتركز الحوار حول المسموح والممنوع تحت السقف الاجتماعي.

وأثار العمل الفني "بنت وبسكليت" اهتمام الطالبات ليتحول إلى سياق للحوار حول موقع الفتيات الاجتماعي وموقف المجتمع وما فيه من تعنيف وتمييز، وانتهى بتفكير الطالبات بآليات للبحث مع زميلاتهن في المدارس عن قضايا تخصهن، وعن وسائل فنية للتعبير عن هذه القضايا وإيصال صوتهن بشكل عالٍ للمجتمع.

وتمحور اللقاء الثاني مع مجموعة من شباب مؤسسة رواد التنمية، حول قراءة الأعمال الفنية في سياق فني واجتماعي، وحول توظيف المعرفة وأدوات الفنون لملء فراغ الأشياء التي تفقد، وبالمقابل لإيجاد آليات وفعاليات اجتماعية لشطب الأشياء الموجودة في الحياة بعد أن فقدت معناها.

وطرح المشاركون قضايا وقيماً يرون أنها تنسحب من الحياة الاجتماعية، وتترك خلفها فراغاً مثل:"العونة"، والعمل التطوعي، والتضامن الاجتماعي، ومشاركة الآخرين مشاعرهم والحوار معهم، وتقلص الفضاءات العامة، وتراجع الاهتمام بقضايا الشأن العام ... .

وفي أثناء الحوار، طرح أحد المشاركين سؤالاً موجها للفتيات: "هل لديكن رغبة أو حاجة حقيقية في ركوب الدراجات؟" وكانت الإجابة من إحدى المشاركات "بالأول اسمحوا لي أن أتعلم ركوب "البسكليت" وأجرب ذلك، بعد ذلك يمكنك أن تطرح مثل هذا السؤال".

وتطور الحوار بين السؤال والجواب ليصبح "البسكليت" مجازاً يشير إلى مساحة التعلم والاختيار المسموحين في السياق الثقافي والاجتماعي، ما جعل الحوار يتركز حول الحق في التعلم أولاً، وفي فرصة النمو كشرط وأساس لحرية الاختيار.  لتقل الفتيات بصوت عالٍ: ليسمح لنا أولاً أن نتعلم وأن نجرب وننمو!

وبين ثنائية البصمة والمهنة، تمت قراءة الأعمال في اللقاء الثالث مع طالبات (17-20 سنة) من كلية المستقبل المهنية/تخصص تربية الطفل، حيث تمحور اللقاء، بشكل أساسي، حول البصمة التي طُبعت في حياتنا، وحول البصمة المرغوبة التي نريد طباعتها في حياة الآخرين.

وفي سياق متصل، انتقل النقاش حول التخصصات التي رغبت فيها الطالبات سابقاً، وحول القيم التي تكمن في هذه التخصصات، وفي كيفية توظيف هذه القيم في تربية الأطفال وتعليمهم: سنقول لأطفالنا ما أحببنا لو قيل لنا، سنقول لهم: "نحن فخورون بكم، نحن نثق بك، أنت تستطيع وأنتِ تقدرين، تمسك بحلمك".

وفي إطار تفكير الطالبات كيف يوظفن أحلامهن السابقة في تخصص التمريض أو القانون أو العلاج الطبيعي أو الهندسة في وظيفتهن القادمة كمعلمات أطفال، توالدت الإجابات: "سأسمعهم وأعطيهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، سأوظف الرسم والهندسة والفنون في تشكيل بيئة ملائمة للعب والتعلم، سأدعمهم وأخفف مخاوفهم وأمنحهم الثقة، سأكون المعلمة التي تعلمهم والطبيبة التي تعتني بصحتهم"، لتنتهي الورشة ضمن هذا التوجه لإعادة إنتاج البصمات المطبوعة في حياتنا بشكل معكوس في حياة أطفالنا، وتوظيف أحلام الماضي المجهضة في بناء جماليات المستقبل.

وتزامن مع هذه اللقاءات جولات لزيارة المعرض لمجموعات من مدرسة بنات نعلين ومدرسة المدية الأساسية ومجموعتي "بصمة" و "القادة" من متطوعي مؤسسة رواد التنمية، والمستفيدين من مكتباتها في بدرس وقبيا.

يذكر أن معرض سقف البلد يمتد حتى 30 نيسان 2019 في مركز المعلمين نعلين، وأنتج المعرض ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي ينفذه برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).