نظم مشروع "المكان إلنا" في قرية الجاروشية جنوب طولكرم، فعالية تعاونية لتجميل وتحسين المكان وتهيئته لتلبية احتياجات طلبة مدرسة الجاروشية المختلطة، بالتنسيق مع حملة "الجاروشية الجميلة"، بالتعاون مع دار قنديل للثقافة والفنون، وبمشاركة المجتمع المحلي للقرية، وذلك يوم الخميس 29 تشرين الثاني 2022.
وانطلقت فعاليات المبادرة من الساحة الخلفية للمدرسة، فتسابق الطلاب لتنظيفها من منطلق إدراكهم لأهمية ابتكار حلول بيئية، وضرورة اعتماد إعادة التدوير كأسلوب حياة لمستقبلهم. وقام الطلبة بتجهيز المساحة بمقاعد خشبية، صمموها وأنتجوها بأخشاب مستهلكة، ضمن ورشات إعادة التدوير التي نفذوها سابقاً، وبإشرافٍ من الفنان علاء أبو صاع.
عززت هذه المبادرة وعي الطلبة بأهمية استغلال وتوظيف المساحات المهملة، لتلبية احتياجاتهم واحتياجات أهالي القرية، وأصبح الطلبة أكثر وعياً لكونهم جزءاً مهماً من رحلة التغيير، تدفعهم الرغبة في تعميم تجربتهم الصغيرة في المدرسة كنموذج يُحتذى به، ولتصبح تجربة يتعلم منها الكبار في القرية.
تقول منسقة المشروع ازدهار حمدان بهذا الخصوص: "تأتي حملة النظافة كتخطيط منهجي وضعه المشروع بهدف تحقيق الجمالية للمكان من جهة، وكي يدرك الطلاب أهمية البيئة وإعادة التدوير من جهة أخرى، وبذلك تصبح المساحة نظيفة، وهذا الهدف المباشر الذي نسعى إليه، وكذلك نستطيع تطويرَ مساحات آمنة تحتويهم وتعزز شعورهم بامتلاكها والانتماء إليها، ومن شأن هذا أن يؤثر على العادات السلوكية للطلاب، فتعزز قيادتهم نحو ثقافة التعاون والتطوع، وهو ما لاحظناه خلال التنفيذ".
وكانت المبادرة قد لقيت دعماً ومساندةً من أهالي القرية والمجتمع المحلي، من خلال تبرعهم وتقليم حوض الزراعة في المدرسة وتنظيفه وإعداده للزراعة، وقد تعاون الطلبة لإتمام هذه المهمة تحت إشراف المعلمات والمتطوعين.
ولعبت المدرسة بطاقمها دوراً مهماً في هذه المبادرة، حيث احتضنت ونظمت الحملة والفعالية، وأكدت إدارة المدرسة إيمانها أن الطلبة هم طلائع المستقبل، وأنهم بذرة النهوض بمدرستهم وقريتهم.
وقام فريق "فتيات الجاروشية للإعلام"، الذي تم تشكيله ضمن المبادرة، بتغطية الحدث، ونقل رسالة الفعالية للمجتمع المحلي، تشجيعاً للالتفاف حول الفكرة، ولترسيخ فكرة الحفاظ على المكان من خلال تهيئته بما يتلاءم والاحتياجات التي وُجدَ من أجلها. هذا، وتعمل مجموعة "فتيات الجاروشية للإعلام"، على تغطية أخبار القرية والمدرسة، موجهين النظر نحو قضاياها وفرصها كأولويات للنقاش المجتمعي، وضرورة البحث عن حلول لها.
ويسعى مشروع "المكان إلنا" إلى تطوير وتوظيف المساحات بشكل مستدام حتى يستفيد منها الطلبة، وأهالي القرية عبر السنوات المتتالية؛ كون قرية الجاروشية تفتقر بالأساس لوجود حيز ومكان مجتمعي يتفاعلون فيه، عوضاً عن عملها على تنمية قدراتهم ومواهبهم على الابتكار، ومن هذا المنطلق تبلورت مجموعة من المحطات التي من شأنها مراكمة الفعل المجتمعي والنهوض به وتعزيز استمراريته، وذلك بالاستناد إلى رفع الوعي كمنطلق جوهري في العمل، لجعل المدرسة مساحة حرة، يتمكن الطلبة فيها من التحدث عن قضاياهم الملحة ونقاشها، وتشجعهم على التعبير عن أنفسهم.
هذا، وينفذ مشروع "المكان إلنا" بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطَّان، وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).