أطلقت مبادرة "إحنا" فعالياتها الأولى، مع نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، في حيّ تل الهوا في قطاع غزّة، بمشاركة أهالي وأطفال الحيّ، ونفّذها 42 شاباً/ة، بالتعاون مع فريق الفرسان للفنون، والمهتمين بالفنون الأدائية، وذلك ضمن مسار المواقع في مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة".
تُقدم مبادرة "إحنا" جُهود مجموعةٍ من الشباب الفلسطينيّ الغزيّ، لخدمة قضايا حيّ تل الهوا. وينطلق مبدأ المبادرة من ضمير الـ"نا" للملكية الجمعية، ابتداءً من حضوره في اسم المبادرة "إحنا"، وصولاً إلى أسماء الفعاليات والأنشطة المنفذة، مثل "إحنا بنستكشف"، و"من جواتنا"، لذلك فإن المبادرة تحاول ضم الجميع، وتبني سياقاً وروابطَ شخصية بين مجتمع المبادرة، والمبادرة نفسها، وهدف التغير فيها.
وعن اختيار اسم المبادرة يقول مُنسقها بشّار البلبيسي: "يجب أن نغيّر من أنفسنا كأفراد في المجتمع، ومن تعاملاتنا نحن مع الأماكن المحيطة، أطفالاً وشباباً وأهالي، ولهذا على التغيير أن يبدأ بنا، وبشكل جماعي تشاركي، للحفاظ على المساحات والفضاءات التي نحبّها".
وتهدف المبادرة إلى توظيف الثقافة والفنون الأدائيّة في طرح قضايا المجتمع الغزيّ وهمومه، وبخاصّة المقيمين منهم في حيّ تل الهوا جنوب قطاع غزّة، من خلال إشراك الأطفال وأهالي الحيّ، على اختلافِ فئاتهم، في الفعاليات والأنشطة المجتمعيّة، بما يخلق حواراً مجتمعيّاً حول قضايا العنف ضدّ الأطفال بشتّى أنواعه في المنطقة. وعلى الرغم من ظهور حي تل الهوا كواحدٍ من أقل أحياء غزة مشاكل، فإنه، وبحسب فريق المبادرة -الذي يسكن معظمه في هذه المنطقة- مليءٌ بالمشاكل غير المرئية للمار العادي، مثل العنف بين الأطفال، والتنمر، والاستحواذ بالقوة على الفضاءات العامة.
تُركز المبادرة في فعالياتها على الفنون الأدائيّة، التي ترى فيها سبيلاً لإشراك الشباب في حوار مجتمعيّ فعال وهادف، حول قضايا ومشاكل مجتمعهم، ومنها تلكَ المتعلقة بالطفولة، من خلال تصميم وعرض لوحات فنيّة تدمج بين الرقص الفلكلوري والرقص المعاصر.
ويكون الشباب والأطفال في هذه الفعاليات العنصر الرئيس المكوّن لها، ولاحقاً، تتبلور هذه الأنشطة بشكل ورشات عمل ولقاءات حواريّة، مع مجموعاتٍ مجتمعيّة شبابية فاعلة، قادرةٍ على التعبير عن هذه القضايا، ونقلها إلى الجهات المختصّة لتسليط الضوء عليها. هذا، وسيتخلل المبادرة حملة ضغط ومناصرة للإسهام في توجيه النظر إلى القضايا العالقة.
وبالحديث عن فعاليات المبادرة، فقد بدأت بـ "إحنا بنستكشف" في متنزّه برشلونة، وقُسِّم الأطفال إلى 3 مجموعات، واستُخدمت الألعاب والدراما للحديث عن المتنزّه وكيفيّة المحافظة عليه، وفعاليّة "من جواتنا" التي تم فيها استخدام الرسم مع الموسيقى للتعبير عن المتنزّه.
وشارك في النشاط حضورٌ من مختلف الفئات العمرية، كالأطفال وذويهم ممن أبدوا اهتماماً بالنقاشات والحوارات القائمة حول أهميّة المتنّزه، وضرورة الحفاظ عليه، من خلال اهتمام كلّ فرد فيه كما لو كان مكانه الخاصّ.
يُشار إلى أن مبادرة "إحنا" تنطلق في رحلة تستّمر مدتها سنة ونصف لتحقيق أهدافها، وهي واحدة من المبادرات المجتمعيّة الخمس المُختارة في مسار "مبادرة في الموقع" للعام 2022، ضمن الدورة الثانية من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة الذي يُنفّذ بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطَّان، وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).